في اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية.. إشراك العقول لبناء مجتمعات أكثر استدامة
في اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية.. إشراك العقول لبناء مجتمعات أكثر استدامة
يحتفل العالم باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، في 10 نوفمبر من كل عام، لتسليط الضوء على دور العلم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز السلام في المجتمعات.
ويُعتبر هذا اليوم منصة حيوية لزيادة الوعي العام بأهمية العلم في حياتنا اليومية، وكيفية إسهامه في تطوير حلول للتحديات العالمية التي تواجهنا.
يُحتفل هذا العام باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية تحت شعار "لماذا العلم مهم - إشراك العقول وتمكين المستقبل"، ويهدف إلى تشجيع الحوار المفتوح حول أهمية العلم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر.
وتنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ندوة عبر الإنترنت في الثاني عشر من نوفمبر 2024، بمشاركة عدد من الخبراء والعلماء، للتأكيد على الدور المحوري الذي يلعبه العلم في تطوير المجتمعات وتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات الكبرى مثل التغير المناخي، والفقر، والنزاعات.
وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية تنظم الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة، مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات التي تدعو إلى إشراك جميع فئات المجتمع، من المسؤولين الحكوميين إلى الطلاب والمواطنين العاديين، كما يشجع الجميع على تنظيم فعاليات محلية تعكس أهمية العلم في بناء مستقبل مستدام للجميع.
معلومات تاريخية
تم اختيار العاشر من نوفمبر لأنه يوافق الذكرى السنوية للمؤتمر العالمي للعلوم الذي عُقد في بودابست في عام 1999، هذا المؤتمر كان بمثابة نقطة تحول رئيسية في التأكيد على أهمية استخدام العلم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وسلمية.
وفي هذا المؤتمر، تم التوصل إلى مجموعة من التوصيات والاتفاقيات التي عززت فكرة تكامل العلم مع المجتمع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، لذلك قررت اليونسكو إعلان العاشر من نوفمبر يومًا عالميًا للعلوم من أجل السلام والتنمية.
يُعتبر العلم أداة أساسية في تعزيز السلام والتنمية المستدامة، وقد أشار مركز المعرفة لأهداف التنمية المستدامة، التابع للمعهد الدولي للتنمية المستدامة، إلى أن التقدم العلمي هو المفتاح لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تشمل القضاء على الفقر والجوع، وحماية البيئة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وفي هذا السياق، يسعى اليوم العالمي للعلوم إلى تجديد التزام الحكومات والمنظمات العلمية بمواصلة استخدام العلم لتحقيق هذه الأهداف العالمية.
تعزيز التعاون العلمي
منذ إعلان هذا اليوم من قبل اليونسكو في عام 2001، أصبح اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية حدثًا عالميًا يشارك فيه العلماء، والمؤسسات العلمية، والحكومات، والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى الأفراد المهتمين بالعلم من جميع أنحاء العالم.
ويهدف هذا اليوم إلى تعزيز التعاون بين الدول، وتشجيع التفاعل بين العلماء من مختلف المجالات، وتبادل المعرفة والخبرات من أجل خدمة المجتمعات التي تعاني من الأزمات.
وتعتبر هذه الفعالية أيضًا فرصة كبيرة لتسليط الضوء على الدور الذي يلعبه العلم في مناطق النزاع، حيث يتم استخدامه لمواجهة التحديات الإنسانية والبيئية، مثل إنشاء مشاريع مشتركة بين علماء فلسطينيين وإسرائيليين بدعم من اليونسكو، وهو مثال على أهمية التعاون العلمي في بيئات الصراع لتحقيق السلام.
احتياجات وتحديات
على الرغم من التقدم الكبير الذي حققه العلم في السنوات الأخيرة، فإن التحديات لا تزال قائمة في كيفية دمج العلم في السياسة العامة لضمان رفاهية الجميع، ولذلك، يدعو اليوم العالمي للعلوم إلى مزيد من الدعم للبحث العلمي في جميع أنحاء العالم، خاصة في الدول النامية، حيث لا تزال تواجه العديد من العقبات التي تعيق الوصول إلى التقدم العلمي واستخدامه لتحقيق التنمية المستدامة.
يعد اليوم العالمي للعلوم فرصة لتعزيز الوعي العام حول أهمية العلم في بناء المجتمعات المستدامة وتحقيق السلام، كما يساهم في رفع مستوى التعليم العلمي في المدارس والجامعات، ويشجع على تبني العلم كأداة أساسية في اتخاذ القرارات على المستويات كافة.
ويُعد اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية 2024 فرصة فريدة للتركيز على تأثير العلم في حياتنا اليومية، وكيفية استخدامه لتحسين المستقبل، ومع الالتزام بتعزيز البحث العلمي، يمكننا أن نضمن مستقبلاً أكثر استدامة وازدهاراً للجميع.